الحمد لله رب العالمين ... والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين ...
يطيب لي أن أرحب بالجمهور الكريم زوار البوّابة أجل ترحيب؛ ونطمح أن توفر البوّابة أهم المعلومات التي تلبي احتياجات الجمهور زوارها من مستهلكين، ومزوّدين، وغيرهم، من خلال أقسامها المختلفة التي تغطي الجوانب التشريعية، والرقابية، والتوعويّة.
لقد كان المستهلكُ ولا يزال حجرَ الزاوية والركيزة الأساسية في المجتمع الاقتصادي، وبالتالي فإن المجتمعات المتقدمة عمومًا لم تعد تنظرُ له باعتبارهِ عنصراً هامشياً في المعادلةِ الاقتصاديةِ، بل أصبحَ هو العنصر الأساسي الذي تدورُ باقي العناصرِ حوله، وباتت عمليةُ "حماية المستهلك" جزءاً مهماً في أي مشروعٍ للإصلاحِ الاقتصادي في مختلفِ دولِ العالم.
ومن هذا المنطلق فقد سعت الهيئةُ منذ تأسيسها إلى أن تكون أهلاً للمسئوليّةِ الوطنيّة، وحرصت على الاضطلاعِ بدورها الوطني المنوط بها في حماية حقوق المستهلكين وصون مصالحهم من خلال آليات عمل سعت للبعد عن التقليدية في التفاعل مع شكاوى المستهلكين واحتياجاتهم، فكانت على مستوى المسئوليّة، ونالت ثقةَ المجتمعِ وإشادته، بل إنها أصبحتِ اليومَ خارطةَ طريقٍ يشارُ لها بالبنان في كافةِ المحافل الدولية، وهذا أمرٌ لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة جهدٍ كبيرٍ مبذول من قبل مسؤولي الهيئة وكوادرها المختلفة.
وتستهدف هيئة حماية المستهلك خلال المرحلة الراهنة والمستقبلية العمل وفق خطة استراتيجية محددة الأهداف والرؤى والآليات تنسجم وتتوافق مع (رؤية عمان 2040) التي تستهدف "عمان في مصاف الدول المتقدمة" من خلال عدة محاورٍ من بينها اقتصادٍ ذي بنية تنافسية.
واليوم، ونحن نكمل الدرب، ونستلم راية المسيرة، فإننا نؤكد على أن الهيئة ستمضي في طريقها نحو تحقيق مزيدٍ من النجاحات المرتبطة بالأهداف المرسومة لها، وسيظل المستهلكُ هو حجر الزاوية والركيزة الأساسية في من حيث توفير الحماية اللازمةِ له، وكفالة حصوله على أفضلِ الخدمات بأنسب الأسعار، والحرص على استمرار تطبيق السياسات والآليات التي تهدفُ إلى توفيرِ بيئةٍ استهلاكيّةٍ سليمةٍ وآمنة من خلال تفعيل المجالات التشريعيّة والرقابية والتوعويّة.
ولا يسعني هنا إلا أن أقدّم كلمات الشكر والعرفان أثمنها وأعطرها للدكتور سعيد بن خميس الكعبي رئيس الهيئة السابق الذي بذل جهودًا كبيرة في النهوض بهذه المؤسسة منذ أولِ يومٍ لتأسيسها، وحتى استطاعت أن تكون رقمًا مهمًا في قائمة المؤسسات الخدميّة بالسلطنة، ولكافة الزملاء الذين ترجّلوا بعد إكمال مسيرة البذل والعطاء في سبيل الوطن من خلال أدوارهم ومهامهم التي قدموها من خلال المؤسسة، ولكل العاملين الحاليّين الذين يبذلون جلّ جهدهم من
أجل خدمة المستهلك والدفاع عن حقوقه.
سليّم بن علي بن سليّم الحكماني
رئيس الهيئة